قيم اجتماعية
فلما جاء الاسلام اخذ يضعف من شان القبيلة و يحل محلها فكرة الامة يقول جل ذكره ان هذه امتكم امة واحدة و انا ربكم فاعبدون و يقول كنتم خير امة اخرجت للناس و هي امة يعلو فيها السلطان الالهي عن السلطان القبلي و عن كل شيء
وكان اول ما وضعه الاسلام لاحكام هذه الرابطة ان نقل حق الاخذ بالثار من القبيلة الى الدولة وبذلك لم يعد الثار كما كان الشان في الجاهلية يجر ثارا في سلسلة لا تنتهي من الحروب والمعارك الدموية بل اصبح عقابا بالمثل واصبح واجبا على القبيلة ان تقدم القاتل لولي الامر حتى يلقي جزاءه فالقبائل المساعدة اولى الامر اضحت مستجيبة لفكرة الدولة و منصهرة فيها.
و اخذ الاسلام يرسي القواعد الاجتماعية لهذه الامة بحيث تكون امة مثالية يتعاون افرادها على الخير امرين بالمعروف و ناهين عن المنكر البر و التعاطف حتى لكانهم اسرة واحدة محيت بين افرادها كل الفوارق القبلية و الجنسية و ايضا فوارق الشرف و السيادة الجاهلية فالناس جميعا سواء في الصلاة و جميع المناسك و في الحقوق و الواجبات و ينبغي ان يعودوا اخوة يشعر كل واحد منهم بمشاعر اخيه باذلاله له و لمصلحة هذه الامه كل ما يستطيع ولم يعن الاسلام فقط بتنظيم العلاقة بين الغني من جهة والفقير والصالح العام من جهة اخرى بل غنى ايضا بتنظيم العلاقات العامة كالميراث وتنظيم المعاملات كالتجارة والزراعة والصناعة فقد اوجب للعامل اجرا يتقاضاه جزاء عمله واوجب على التاجر الا يستغل الناس باي وجه من الوجوه سواء في الكيل والميزان او في التعامل المالي
لقد كفل السلام حقوق المراة فما منظم حقوق المراة الاسلام فقد رعاها خير رعاية اذ كانت مهضومة الحقوق في الجاهلية فرد اليها حقوقها و جعلها كفئا للرجل لها ماله من الحقوق يقول تبارك و تعالى و لهن مثل الذي عليهن بالمعروف و ايضا لهن مثل ما للرجال من السعي في الارض و العمل و التجارة يقول عز شانه للرجال نصيب بما اكتسبوا و للنساء نصيب مما اكتسبن و نظم الزواج و جعله فريضة محببة الى الله و نعمة من نعمه و من ءاياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا بتسكنوا اليها و جعل بينكم مودة و رحمة و دعا في غير اية الى معاملة الزوجات بالمعروف و لقد كفل الاسلام للمراة حقوقها و اوجب على الرجل ان يرعاها و ان يقوم بها خير قيام و الاسلام يجل المراة و يرفع قدرها حتى لنراها في الصدر الاول من العصر الاسلامي تشارك في الاحداث السياسية
و السلام راع حقوق النسان و محترمها في الدين نفسه اذ نصت اية كريمة على انه - لا اكراه في الدين - فالناس لا يكرهون على الدخول في الاسلام بل يتركون احرارا و ما اختاروا لانفسهم و بذلك يضرب الاسلام اروع مثل للتسامح الديني يقول تبارك وتعالى و لو شاء ربك لا من من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين
فالاسلام دين سلام للبشرية يريد ان ترفرف عليها الوية الامن و الطمانينة فقد كفل للناس حريتهم لا لاتباعه وحدهم بل لكل من عاشوا في ظلاله مسلمين و غير مسلمين و كانه اراد وحدة النوع الانساني وحدة يعمها العدل و الرخاء و السلام
ليست هناك تعليقات:
موقع تعليمي يشكركم جميعا ويتمني للجميع التوفيق والنجاح &يمكنكم الانضمام الي الموقع من خلال رابط الانضمام & يمكنكم طلب شروحات واستفسار في اي وقت علي مدار اليوم