العلاقة بين اقتصاديات الاسرة وتنمية المجتمع
ان الاسرة هي نواة المجتمع و لا شك ان السلوك الاستهلاكي للاسرة يؤثر تاثيرا مباشرا على النمط الاستهلاكي للمجتمع ككل و لتتضح هذه العلاقة لابد من التعريف بالمقصود بكل من الاقتصاد التنمية فالاقتصاد هو حسن استخدام الموارد المتاحة اي الاستخدام الامثل لتلك الموارد.
و التنمية عملية انسانية تتم بالانسان و من اجله و تبدا بزيادة انتاج الفرد الذي هو عضو في الاسرة مما يؤدي الى زيادة الاتناج القومي من السلع و الخدمات و من ثم زيادة ما يحصل عليه الفرد منها وتوجيه جزء من فائض الانتاج لتنفيذ المشروعات الحيوية التي تحتاج اليها البلاد
و الاسرة عنما تستخدم مواردها تقوم بنوعين من التصرفات هما الانفاق و الادخار و كلاهما مرتبط و متوقف على الاخر فزيادة الانفاق تحد من الادخار و زيادة المدخرات على حساب الانفاق و لا يقصد هنا ان تمتنع الاسرة عن الانفاق ة ان تحرم من اشباع حاجاتها بل لابد من الموازنة و تخصيص جزء من مواردها لكا من الادخار و الاستهلاك الرشيد فكلاهما لازم لعملية التنمية
و كي يكون لمشروعات الدولة في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية اثارها لابد ان يؤمن افراد الاسرة بضرورة التخطيط في حياتهم فحاجات الافراد تتجد ورغباتهم تتنوع خاصة بالنسبة للسلع و المنتجات الحديثة و مسايرة هذه الرغبات يتطلب ارتفاع مستوى الاستهلاك و يؤدي الى صعوبة الموازنة بين الدخل و بين هذه المطالب مما يتحتم معه ضرورة التخطيط السليم لموارد الاسرة و حسن الاختيار عند اشباع هذه الرغبات و الاحتياجات و يسهم في حسن الاختيار معرفة الفرد للمعلومات والبيانات عن السلع و الخدمات المرغوبة فيها حتى يمكنه الاختيار السليم عند الشراء و لاينخدع بالدعاية و الاعلانات المضلله كما ان معرفة البدائل للسلع المختلفة تجعله يحسن الاختيار عندما تختفي سلعة او يرتفع ثمنها دون اللجوء الى تجار السوق السوداء
و عندما تحدد الاسرة احتياجاتها الفعلية تحديدا دقيقا من ناحية الحجم او الوزن او العدد دون اسراف يقلل هذا من شرائها كميات زائدة عن حاجة الاستهلاك الفعلي لها حتى لو كانت السلعه رخيصة الثمن لان ذلك قد يكون في النهاية عملية غير اقتصادية حيث ان الكميات الزائدة قد تفسد قبل استعمالها و قد لا تستعمل اطلاقا و بذلك تمد فاقدا ويمكن هنا ان تتقبل الاسرة عن رضى ما تفرضه الدولة من قيود على الشراء اوتحديد كمية ما لكل اسرة او لكل بطاقة تموينية فكل محاولة لمخالفة تلك القيود هي زيادة استهلاك او اسراف بالاضافة الى ان فيها حرمان لاسر اخرى
و هناك وسائل عديدة يمكن للاسرة عن طريقها ان تساهم بمواردها و امكاناتها في تنمية المجتمع مثل
1- الانتفاع انتفاعا كاملا من السلع و الخدمات التي تحتاج اليها و التي تقوم فعلا بشرائها و ذلك عن طريق الاستخدام الصحيح لكا منها سواء كانت ادوات او اجهزة او ملابس او منسوجات او كهرباء او مياة و خلافه
2- تنشئة الابناء على المحافظة على نظافة البيئة و الاهتمام بكل ما فيها سواء البيئة القريبة التي هي المنزل او المدرسة او الحي بما فيه من اشجار و زهور و ثروات نباتية او المجتمع بما فيه من وسائل مواصلات و مكتبات عامة و يمكن هنا ان يكون الاباء قدوة لابنائهم كما يلزم ان يزودهم بقدر من المعلومات التي تتناسب مع سنهم و من المفيد في هذا المجال توفير فرص مشاركة الاطفال في عمليات الشراء مع غرس و تنمية القيم الاقتصادية فيهم
3- تشجيع البالغين من افراد الاسرة على المساهمة في الانشطة المتاحة لخدمة البيئة
4- الابتعاد عن تقليد الانماط الاستهلاكية غير سليمة مثل التهاتف على اقتناء السلع و الاجهزة الكمالية الفاخرة مثل التحف و السجاد و الفيديو التي تحدث خللا في ميزانية الاسرة و هذا ينعكس بالضرورة على الاقتصاد القومي
5- محاربة الاسرة لكثير من العادات الضارة مثل عادة التدخين كنوع من المحاكاه او التقليد فهو بلا شك يرفع من استهلاك الاسرة و يزيد من نفقاتها دون مبرر او فائدة علاوة على اضراره الصحية الجسيمة
6- استثمار الوقت و الجهد حيث انهما موردان هامان من موارد الاسرة
7- حسن استخدام الموارد البشرية من جهد و طاقة / الثروة الانسانية / فهي عماد التنمية الاجتماعية و الاقتصادية للمجتمع خاصة في الدول النامية
8- الاهتمام بالادخار باعتباره بند اساسي من ميزانية الاسرة و يجب التخطيط له بدقة و لا يصح ان يترك حسب ما تقتضي الظروف فالادخار يساعد على تكوين فائض من السلع يمكن توجيهه الى التصدير مثلا و الانتفاع بحصيلة هذه الصادرات الى جانب ان المدخرات التي توجد في الاوعية الادخارية تستخدم في تنفيذ المشروعات الانتاجية و بذلك يزيد الدخل القومي و تكثر فرص العمل و يرتفع دخل الاسرة فتكون بحق اساس و نواه لتقدم المجتمع
ليست هناك تعليقات:
موقع تعليمي يشكركم جميعا ويتمني للجميع التوفيق والنجاح &يمكنكم الانضمام الي الموقع من خلال رابط الانضمام & يمكنكم طلب شروحات واستفسار في اي وقت علي مدار اليوم