الزواج

الزواج و هو الرباط المقدس الذي بربط بين الفتى والفتاة في مرحلة الشباب و يتمثل في ايجاب وقبول الطرفين واشهار من المقربين و اعلانه للجميع و ذلك كما يقضي به الدين الحنيف وتحض عليه الشرائع السماوية. 

نجاح الزواج

و يتوقف نجاح الزواج على مدى تهيئة الفرد و استعداده النفسي لتقبل شريك حياته وتحمل مسئوليات بيت المستقبل و تذليل الصعوبات في سبيل استقرار الحياة الاسرية التي يشارك في بنائها هذا بالاضافة الى حسن اختيار الزوجين و تكافؤ المستوى الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي و النفسي بين الطريفن مع الاهتمام بتقارب السن بينهما لان ذلك يؤدي الى حسن المعاشرة مادام الاختيار متكافئا و لدى كل منهما استعداد نفسي لتقبل الاخر فيسهل بذلك التكيف مع الحياة الاسرية الجديدة. 

الاستعداد النفسي 

يسبق الزواج فترة خطوبة هذه لبيت لمجرد نزهات و تبادل زيارات و هدايا بل هي فترة تتيح للخطيبين فرصة التاكد من مشاعر كل منهما نحو الاخر و مناقشة الموضوعات الرئيسية في حياتهما المشتركة بعد الزفاف و من الضروري ان يتناقش الخطيبان في كل امورهما على اساس من الصراحة التامة بعيدا عن الخيال المتطرف و عليهما ان يقربا بين وجهات نظرهما و رغباتهم ان فترة هذه بمثابة استعداد نفسي و عقلي وعاطفي لبدء حياة زوجية بما تتطلبه من بذل وعطاء هذا الاستعداد النفسي هو من اهم مقومات وعوامل نجاح الحياة الاسرية واستمرار الحياة الزوجية السعيدة. 

التوافق الاجتماعي 

ان التوافق الاجتماعي هام و ضروري جدا لاقامة اسرة سعيدة قكثيرا ما نجد احد الزوجين لا يميل بطبعه الى ارتيادالاماكن العامة بل يفضل البقاء بالمنزل في اوقات الفراغ بينما نجد الاخر يهوي الخروج الى الاماكن العامة و يفضل زيارة الاهل و الاقارب و الاصدقاء بمعنى ان احدهما اجتماعي و الاخر غير اجتماعي لذلك تنشا بينهما خلافات و مشاكل. 

و الزوجة الذكية الحريصة على استمرار العشرة عليها ان تكيف نفسها و طباعها وفقا لرغبات زوجها ففي هذه الحالة عليها اما البقاء بالمنزل بصحبة زوجها واولادها على ان يمارس كل منهما هوايته المحببة الى نفسه  ربما الهواية المشتركة بينهما واما تقريب وجهات النظر واقناع الزوج بالجمع بين الرغبتين و هما الخروج و تادية الواجبات الاسرية والاجتماعية وبين قضاء بعض الوقت بالمنزل. 

التوافق الثقافي 

ان اختلاف المستوى الثقافي بين الزوجين يباعد بينهما و قد يثير العديد من المشاكل فقد يكون احدهما مثقفا مطلعا والاخر على النقيض ثقافته محدودة فهذا الفارق يسبب عدم التقاء الافكار وتحقيق ذات الاهداف فتنشا بعض الخلافات وعلى اي من الزوجين الذي يجد نفسه في هذا الموقف واجب الارتقاء بثقافته وزيادة معلوماته ومداومة القراءة والاطلاع والاستماع الى وسائل الاعالم المختلفة و الاحاديت الثقافية حضور الندوات الاجتماعية والعلمية تذوب تلك الفوارق بينهما. 

التوافق الاقتصادي 

ان التوافق الاقتصادي احد داعئم الاستقرار الاسري فقد يكون احد الزوجين ممسكا و الاخر يميل الى الاسراف فعندئذ لا يستقيم الوضع والحقيقة ان الحياة الاسرية مشاركة بين الطرفين وتقع مسئولية دوام و استقرار الحياة الزوجية على كل من الطرفين لذلك يجب ان يحرص كل منهما على تجنب المشاكل المالية بالمصارحة و الاعتدال والمشاركة كما لزم الامر. 

اساليب التكيف للحياة الاسرية 

ان السلوك الطيب هو السلاح الوحيد للتكيف مع الاخرين والاسرة حديثة التكوين تحتاج لبذل جهد جاد لاحداث التكيف لان كلا من الطرفين قد تربى في اسرة لها عادات وتقاليد وطباع قد تختلف بعض الشيء عن مثيلاتها في اسرة الطرف الاخر لذلك لابد من تقريب وجهات النظر وكذلك تقريب الاراء والعادات ومنع اي اختلافات او تناقضات بل يتطلب الامر ان يفهم كل شخص الاخر و يتكيف مع من يخالطه ويبذل التضحية و التفاني من اجل غيره كلما سنحت الظروف و بذلك يعم التفاهم والانسجام و يزداد الارتباط العائلي بين الطرفين. 

و يعنمد التكيف كذلك على الصدق والمصارحة و التغاضى عن الاخطاء بقدر الامكان كما يتطلب ان نفهم  وجهة النظرالمغايرة وعدم التسلط او التمسك يالراي بل يجب تقدير الراي الاخر ومناقشة اي موضوع بطريقة منطقية بعيدة عن السخرية والعناد وعلى كل من الزوجين الاستماع الى ما يؤرق الطرف الاخر من مشكلات ويقف الى جانبه ويسانده و يعطيه الامل في مستقبل افضل فهذا يدفعهما الى التقدم والنجاح في الحياة.و الحياة الاسرية السعيدة تمد الانسان بالقدرة على مواجهة الصعاب و يعتبر المدى الذي يستطيع الفرد فيه تقدير الاخر والتمتع بصحبته قياسا للنجاح الذي يحرزه الزوجين في اتباع الاسلوب الجيد للتكيف في بناء الحياة الاسرية الجديدة.