بنات الصياد 3



قالت الفتاة إن ما قمنا بصيده من أسماك ياأبي بالأمس يجب ألا نبيعه للناس علي أنها طازجة مع الأسماك التي اصطدناها اليوم , ويجب أن نبيعها بسعر أقل ونعرف المشتري أنها ليست طازجة وله أن يختار ما يشاء وبذلك لا نخدع الناس .

وسمع الأمير صوت الأب يقول :

- عندك كل الحق ياابنتي وإني لسعيد بأمانتك وفخور بنزاهتك . أعجب الأمير إعجابا شديدا بالفتاة , واتجه نحوهما 


وحياهما .. ثم قال : 

إني غريب وأود العمل في هذه القرية . فهل تجد لي عملا أيها الرجل الطيب أتكسب منه عيشا ؟ وإني أجيد فنون الصيد , ولك أن تختبرني لتري بنفسك وتحكم .

رد عليه العم ,, مبروك,, وقال :
- أهلا بك يابني .. فمن الواجب إكرام الضيف فبما أنك غريب ولجأت لنا .. فمرحبا بك وتستطيع أن تبدأ العمل معنا ابتداء من صباح غذ . هيا تفضل .. إن بيتنا كبير , وسنجد مكانا لك لتقيم معنا .

رحب الأمير المتنكر بدعوة العم ,, مبروك,, ودخل معه البيت . وبعد أن تناول طعام الغداء .. اصطحب العم ,, مبروك,, ضيفه إلي غرفته وحياه , وتركه ليأخذ قسطا من الراحة بعد رحلته الشاقة . ثم دخل العم ,, مبروك,, إلي بناته .. فقالت ,,سماء,, معترضة :

- هل ينقصنا أحد يشاركنا طعامنا .. ماشأننا نحن به ؟!  وقالت ,,دعاء,,
-  وماذا سيعود علينا من ضيافة مثل هذا الفقير ؟! 
- اعترضت الأم قائلة :  صه .. لا دخل لكما في هذا الشأن .. وهل ستتعبان أنتما في شئ ؟!

وقالت ,, هناء,, 
- ألا تعرفان أن إكرام الضيف واجب ؟! وم يد العون للغريب واجب أيضا ؟!

وفي صباح اليوم التالي , استيقظت ,, مبروكة ,, مبكرة وأيقظت ,, هناء,, معها لتساعدها في تحضير الفطور . أما ,, سماء ,, ودعاء ,, فظلتا نائمتين إلي أن جهز كل شئ . وأعدت ,مبروكة, طعاما شهية تحية للضيف .. وتناول الجميع طعام الإفطار .
حمل العم ,مبروك, أدوات الصيد , وعاونه في حملها الأمير ,,هاني,, وابنته ,,هناء,, وتوجهوا إلي الشاطئ تباروا في الصيد وكأنها مسابقة .. وكل منهم يظهر قدرته , وأبدي الأمير مهارته الفائقة للعم ,مبروك, وابنته.ولأول مرة حصل العم ,مبروك, علي هذه الكمية الهائلة من الأسماك.

عادوا إلي البيت وهم مبتهجين مسرورون . بعد أن باعوا كل السمك في السوق, ماعدا قليلا منه , ليأكلوه علي الغداء .
عاش الأمير مع أسرة العم ,, مبروك ,, مدة طويلة يذهب كل يوم للصيد مع هناء ووالدها , ويعود معهما فشاهد عن قرب ما يجري في هذا البيت , ولمس بنفسه كم كانت , هناء, فتاة مثالية في كل شئ . بخلاف أختيها ,,سماء,, ودعاء,, 

وكان إعجابه ,,بهناء,, وأخلاقها وحسن تصرفها يزيد يوما بعد يوم , وذات يوم , وبعد أن عادوا من الصيد . قال الأمير للعم , مبروك,  - أريد أن أطلب منك شيئا فقال العم , مبروك, علي الفور : 
- اطلب يابني . كل طلباتك مجابة , فأنت ضيفنا . قال الأمير :
-إني أريد أن أتشرف وأطلب يد ابنتك ,هناء,,

لتكون زوجتي . فقال العم , مبروك ,,: 
إني لم أجد أفضل منك زوجا لابنتي , فأنت رجل فاضل ..تعرف الله , وتؤدي كل صلاة في وقتها .. زأنت صياد ماهر . تكسب رزقك بعمل يديك .. ولكن ,لابد من موافقتها هي , وعندما سألها أبوها عن رأيها قالت :
إن الأمر لك أولا 


يأبي فبما أنك موافق . أنا أيضا موافقة ولكن ,,سماء ,, ودعاء,, لم يعجبهما ما يحدث .. والتفتا حول ,, هناء,, وقالتا لها :
كيف توافقين علي الزواج من هذا الفقير الذي لا يملك قصرا ولا أموالا ولا شيئا علي الإطلاق ؟! 

قالت ,هناء, : أن الإنسان العظيم عظيم بخلقه وأدبه وإيمانه ,  والغني غني النفس , والإنسان هو الذي يصنع العمل والمال , وليس المال هو الذي يصنع الإنسان .. هزت ,, سماء ,, و ,,دعاء ,, كتفيهما وانصرفتا عن ,,هناء,, وكأنها مجنونة تهذي .

أما , مبروكة : فقالت :
-إني موافقة يابني .. ولو أني حلمت أن ابنتي ستكون ملكة هذه البلاد من شرقها إلي غربها . ولكن يكفي أن تكون سعيدة مطمئنة البال , وبذلك تكون ملكة بدون تاج .
قال الأمير :

إنها ستكون ملكة ياسيدتي , ولكن بتاج حقيقي فأنا الأمير ,,هاني,, ولي عهد هذه البلاد أصاب الجميع ذهول عجيب .. هل  يعقل هذا؟! 
أيمكن أن يعيش الأمير بينهم طيلة هذه الأيام وهم لا يعرفونه ؟

وعندما أفقات , مبروكة , من الصدمة , أطلقت الزغاريد وكادن , هناء, أن تطير فرحا ..
أما ,, سماء,, و ,,دعاء,, فكان يعتصرهما الغيظ والغضب ..

وقال العم ,,مبروك,,
- كم أنا سعيد ياسمو الأمير بذلك .. ولكن سيوافق والدك أن تتزوج من فتاة فقيرة , ابنة صياد كادح ؟!

قال الأمير ,,هاني,,

- لا تحمل هما لذلك .. إني اعرف كيف أقنع والدي بموافقتي علي من اخترت .
واستأذن الأمير العم ,مبروك, في العودة إلي أبيه الملك , ليستشيره ويطلعه علي الأمر , ووعده بالعودة بعد موافقة والده , ليصطحب ,هناء, معه إلي القصر .
***
عاد ولي العهد إلي والديه وأخبرهما بما حدث .. وكيف أن ,, هناء,, الفتاة الفقيرة ابنة الصياد تحمل قلبا كبيرا , وتتمتع بكل هذه الأخلاق الطيبة والصفات أحبها حبا كبيرا , وأعجب بحسن خصالها إعجابا شديدا .

قال الملك لابنه :
- لقد فاجأتني يابني بهذا الطلب .. وزواجك من فتاة من عامة الشعب خطوة جريئة تحتاج لترو.. أعطني  مهلة من الوقت , ولتكون أسبوعا لنفكر علي مهل وروية .. فأستشير فيها رجال البلاط والحكام .. فإن زواجك لا يعنيك أنت وحدك , بل يخص كل واحد في هذه المملكة , لآن من ستختارها شريكة لحياتك ستكون ملكة عليها , واختيارها ليس من حقك وحدك , بل من حق الجميع أن يختار ملكته ..



انتظر الامير مرور الأيام السبعة .. وكله شوق ولهفة لمعرفة ما سيصلون إليه من قرار .. وكان يدعو الله أن يوافق الملك ومستشاروه والشعب كله علي الفتاة التي لم يحب ولم يعجب بسواها طوال حياته .
في اليوم السابع , قفز الأمير من فراشه مبكرا .. فلم يغمض له جفن طوال الليل ..

وانتظر والده الملك في بهو القصر حيث تواعدا علي اللقاء . مرت ساعات قبل أن يظهر الملك , ولكنها مرت علي الأمير ,, هاني,, وكأنها سنين وسنين .. وأخيرا ظهر حاكم البلاد .. واتجه نحو ابنه بخطوات ثابته تسمر الأمير ,, هاني,, في مكانه .. لم يقو علي الحركة إلي أن وصل إليه والده ومد يده بالتحية ,, وقال له : موافقتنا علي زواجك من هذه الفتاة , فليس بعد نبل الخصال وكرم الأخلاق ونقاء النفس والأمانة والضمير المتيقظ صفات أفضل لكي تؤهل تلك الفتاة لهذه المكانة .

ليست هناك تعليقات:

موقع تعليمي يشكركم جميعا ويتمني للجميع التوفيق والنجاح &يمكنكم الانضمام الي الموقع من خلال رابط الانضمام & يمكنكم طلب شروحات واستفسار في اي وقت علي مدار اليوم

يتم التشغيل بواسطة Blogger.