بنات الصياد


منذ أكثر من خمسة قرون من الزمان في قرية بعيدة تقع علي شاطئ البحر , يحكي أنه كان للعم (( مبروك)) الصياد ثلاث بنات صغار

الكبيرة تدعي , سماء, والوسطي اسمها ,دعاء, أما الصغري فكان اسمها , هناء ,

ولما كانت , مبروكة, زوجة العم ,, مبروك ,, حاملا في ,, هناء,, رأت في منامها ذات ليلة شيخا ذا لحية بيضاء طويلة يعطيها بنتا جميلة , ويضعها بين يديها وقال لها :

-  خذي ابنتك ,, هناء,, التي ستصبح ملكة هذه البلاد من شرقها إلي غربها ..

قامت ,, مبروكة ,, من نومها فرحة مستبشرة وأيقظت زوجها .. وحكت له ما رأت من رؤية سعيدة .. قال لها مبروك :


- أتوقظيني يا,, مبروكة,, من نومي لتحكي لي حلما هيهات أن يتحقق ,, إن الملوك لابد أن يكونوا أولاد ملوك , ولكني صياد فقير , أشقي وأكد طوال اليوم  لكي نحصل علي قوت يومنا , ونسكن هذا البيت لمتواضع .. فكيف تصبح بنتنا ملكة ؟!

أرجوك أن تنامي , لكيلا توقظي البنتين .. واحذري أن تقضي هذا الحلم لآي مخلوق .. فيحسبونك قد فقدت عقلك ويتهمونك بالجنون

وقالت ,,مبروكة ,, معترضة :

- لا يوجد شئ بعيد عن قدرة الله .. وإن أحلامي لابد أن تتحقق .. والأيام بيننا , وسنري ..

استكملت , مبروكة نومها وهي سعيدة حالمة .. أما ,, مبروك ,, فأخذ يكلم نفسه ويتمتم بكلمات ساخرا من هذا الحلم البعيد المنال .. بل إن من المستحيل تحقيقه .

وبعد أشهر وضعت ,,مبروكة,, بنتا جميلة أسمتها ,,هناء,,
مرت الأيام وكبرت المولودة .. وأصبحت طفلة ..ولاحظ الصياد وزوجته أنها تختلف اخلافا كبيرا عن أختيها فهي طيبة القلب شديدة الذكاء والفطنة .. وبرغم جمالها الباهرفإنها كانت متواضعة لطيفة ..

وكانت البنت الكبري ,, سماء,, مغرورة متعالية , كما كانت أنانية لا تحب غير نفسها .. أما الأخت الوسطي  فكانت كسولا خاملة .. لا تعمل شيئا طوال النهار وتقضي معظم الوقت نائمة ولا تستيقط إلا في الظهر ..

كان العم ,, مبروك ,, يستيقظ قبل الفجر .. وكانت ,, هناء,, هي الوحيدة التي تصحو معه ويذهبان معا إلي البحر .. وتحمل معه أدوات الصيد .. وتساعد أباها في الحصول علي الصيد الوفير ويعودان به ..

ولملازمة ,, هناء,, لآبيها كل يوم , أصبحت صيادة ماهرة , فكانت تمسك بسنارة , ووالدها ,, مبروك,, يمسك بأخري .. وفي بعض الأحيان كانت تتفوق علي والدها في كمية السمك التي تصطادها .

أما ,, سماء ,, ودعاء ,, و,,دعاء,, فكانتا لا تعملان شيئا , ولا تذهبان مع أبيهما للصيد , ولا تساعدان والدتهما في شئون البيت .. وكانت ,, هناء,, عندما تعود مع والدها بعد العناء والجهد الذي تبذله طوال النهار من صيد ثم بيع السمك في السوق وشراء ما يلزم الأسرة من طلبات .. كانت تساعد والدتها في إعداد الطعام وتنظيف البيت .

وكانت البنت الصغري قريبة إلي قلب والديها لحسن خلقها ولطيبة قلبها ولمساعدتها بدون كلل أو ملل .. مما كان يثير غيرة ,, سماء,, و ,,دعاء,, من أختهما ,, هناء,, مرت الأيام والشهود والسنون وأصبحت البنات الثلاثة ,,سماء,, و,,دعاء,, و ,,هناء,, شابات ,, وكما كانت ,, هناء,, مقربة ومحبوبة أكثر من أختيها لوالديها كان أهل القرية جميعا يحبونها ويقدرونها .. زكان حديث الناس جميعا عنها وعن ذكائها وأدبها وحسنها .

وفي يوم جمع العم ,, مبروك ,, بناته حوله وقال لهن : - لقد كبرتن وأصبحتن في سن الزواج .. وأنا أخشي عليكما يا ,,سماء,, ويا ,,دعاء,, لآنكما لا تعرفان في أعمال البيت شيئا , ولا تجيدان صنع شئ علي الإطلاق .. ولن يرضي  ان يتزوجكما أحد .. أما أنت يا ,,هناء,, فأنا مطمئن عليك كل الاطمئنان لمهارتك ونشاطك ومعرفتك لكل أعمال المنزل التي تؤهلك لآن تكوني زوجة صالحة فقالت ,, سماء,, :


- لن أتزوج إلا رجلا عظيما يسكنني في قصر كبير , ويلبسني أغلي وأحلي الثياب , ويكون عندي أنذر وأثمن الحلي والمجوهرات .. ويحيط بس الخدم والحشم فيكونون تحت إمرتي .. ولن يكون لي شاغل إلا الاهتمام بنفسي وجمالي وأناقتي ..

وقالت ,,دعاء,, :

- أما أنا فلن أتزوج إلا رجلا ثريا جدا ويكون رهن إشارتي عشرات من الخدم والعبيد يعملون كل ما أكلفهم به .. ولن أتحرك من مكاني , ولن أقوم بأي مجهود .. كل ما أفعله أن أجلس علي أريكة مريحة من ريش النعام , وأشير بطرف أصبعي أمرة خدمي بما أريد ..

حزن العم ,, مبروك ,, لما سمعه من بنييته وقال : -وأين هذا العظيم , وهذا الثري اللذان يرضيان بكما ؟!

هيا بنا ,,هناء,, إلي عملنا .. إن الكلام مع أختك لن يفيد أما أنتما  فعليكما أن تنتظرا العظيم والثري إلي أن يأتيكما .. وأعتقد أنكما ستنتظران كثيرا .. بل إلي الأبد .. نظرت الأختان , كل واحدة للأخري .... 

القصة تكملة تابعوا البقية من التالي هنا:


ليست هناك تعليقات:

موقع تعليمي يشكركم جميعا ويتمني للجميع التوفيق والنجاح &يمكنكم الانضمام الي الموقع من خلال رابط الانضمام & يمكنكم طلب شروحات واستفسار في اي وقت علي مدار اليوم

يتم التشغيل بواسطة Blogger.