خلفاء محمد على وازدياد النفوذ الاجنبى

خلفاء محمد على وازدياد النفوذ الاجنبى لم يكن خلفاء محمدعلى على شاكلتة من حيث القوة والوعى بحيث يثبون كفاءتهم فى حكم البلاد فدهمتهم الموجة الغريبة ولم يكن اى منهم يمتلك الكفاءة اللازمة للمواجهة وافلت زمام الامور من ايد
يهم  وتأرجحوا بين ابداء مظاهر الميل لكل من فرنسا وبريطانيا والدولة العثمانية وكان ذلك على حساب مصر واستقلالها. 

عهد عباس باشا الاول 1848-1854م

تولى عباس باشا الاول حكم مصر فى نوفمبر 1848 م وتوقفت فى عصرة حركة النهضة التى ظهرت فى عصر ( محمد على ) حيث اغلقت معظم المدارس ومعظم المصانع وتم تخفيض حجم الجيش وعطلت اعمال الترسانة البحرية ومن الاعمال القليلة التى تمت فى عهدة اصلاح الطريق البرى بين القاهرة والسويس والشروع فى انشاء اول خط حديدى بين القاهرة والاسكندرية عام 1852 م. 

عهد محمد سعيد باشا 1854-1863

تولى سعيد الحكم عقب وفاة عباس الاول وشهدت البلاد فى عهدة تقدما فى بعض المجالات التالية:

ا-الزراعة: 

اهتم باصلاح احوال الفلاحين حيث اصدر اللائحة السعيدية فى اغسطس 1858م والتى بموجبها اصبح للفلاح الحق فى توريث الارض الزراعية كما عنى بتطهير ترعة المحمودية لتفى بحاجة الرى والزراعة. 

ب-النقل والموصلات:

اتم الخط الحديدى بين القاهرة والاسكندرية وكما انشا خطا من القاهرة الى السويس ومد الخطوط التلغرافية على الطريق الحديثة بين الاسكندرية والقاهرة والسويس. 

ج-الجيش والبحرية: 

جعل مدة الخدمة العسكرية سنة واحدة اجبارية للجميع واعتنى بالترسانة البحرية فشرع فى اصلاح السفن وتجديد الاسطول وفتح باب الترقى امام الضباط المصرين. 

د-التعليم:

الغى ديوان المدارس وفى نفس الوقت شجع البعثات الاجنبية فى مصر على فتح مدارسلها بالقاهرة والاسكندرية . بالرغم من التقدم الذى تحقق فى بعض القطاعات الا ان عهد سعيد باشا قد شهد بدايات التدخل الاجنبى فى شئون مصر. 

وتمثل ذلك فيما يلى :- 

القروض الاجنبية

 لقد اعتمد سعيد باشا على رؤوس الاموال الاجنبية وبدات الازمة المالية فى عهدة عندما استدان من البيوت المالية الاوربية فعقد فى عام 1862 م  اول قرض مع احد البنوك البريطانية ثم انفع فى طلب الاستدانات بعد ذلك ثم لجا للاستدانة من المرابين مقابل سندات على حساب الخزانة المصرية 

امتياز قناة السويس 

منح سعيد باشا فى نوفمبر 1854 م فرد يناند ديليسبس عقد الامتياز الاول والذى يقضى بمنح امتياز تاسيس شركة عامة لحفر قناة السويس واستثمارها لمدة 99 سنة ابتداء من تاريخ فتح القناة للملاحة ومنح سعيد باشا فى يناير 1856 م فرديناند ديليسبس عقد الامتياز الثانى والتى جاءت شروطة مجحفة لمصر والمصريين ومنها:

* منحت الحكومة المصرية للشركة امتياز انشاء قناة السويس وحفر ترعة المياة الصالحة للملاحة النيلية ترعة الاسماعيلية  وانشاء فرعين للرى والشرب يستمدان مياهمما من ترعة الاسماعيلية.

* تنازل الحكومة للشركة مجانا عن جميع الاراضى المملوكة لها والمطلوبة لانشاء القناة المالحة وترعة المياة العذبة ويكون اربعة اخماس العمال من المصرين وللشركة الحق فى فرض ما تشاء من رسوم على السفن التى تمر فى القناة البحرية او الترعة العذبة وتحصل مصر مقابل الاراضى والامتيازات الممنوحة للشركة على 12% من صافى الارباح. 

* اشترط لصحة الامتياز ان يصدق علية السلطان العثمانى.

ثالثا :عهد الخديو اسماعيل 1863-1879

يمثل عهد اسماعيل فترة من ازهى الفترات واكثرها تقدما وعمرانا فى تاريخ مصر الحديث كما يمثل حقبة من اخطر ما تعرضت لة البلاد من تدخل اجنبى فى شئون مصر بسبب الاخطاء التى ادت الى تدهور مركز مصر المالى وما تبعة من انهيار استقلالها السياسى. 

مظاهر النهضة والاصلاح فى عهد اسماعيل

ا) مجال الزراعة والرى 

زيادة مساحة الاراضى الزراعية وحفر العديد من الترع مثل الترعة الابراهمية وانشئت قناطر على النيل. 

ب) مجال الصناعة

اعادة نشاط كثير من المصانع والتوسع فى انشاء مصانع السكر بالوجة القبلى واعادة فتح ديوان المدارس ( وزارة التربية والتعليم حاليا ) والتوسع فى انشاء المدارس المختلفة وانشاء دار الكتب ودار الرصد بالعباسية ومصلحة الاحصاء والمساحة بالاضافة الى الجمعية الجغرافية عام 1875 م. 

د) الجيش والبحرية

اهتم الخديو اسماعيل بتنظيم الجيش وتسليحة ومضاعفة قوتة كما عنى بنهضة التعليم البحرى. 

ه ) العمرانى

انشاء دار الاوبرا واقامة الجسور والكبارى وتم بناء عدد من القصور المعروفة الان مثل قصر عابدين مد الخطوط التلغرافية بين مختلف محافظات مصر كما تم انشاء مصلحة بريد مصرية لها مكاتب فى الاسكندرية والقاهرة والاقاليم. 

و) تاسيس مجلس شورى النواب

عرفت مصر الهيئات شبة النيابة حين تاسس ( مجلس شورى النواب ) عام 1866 والذى يعد بداية تاريخ المؤسسات النيابة فى مصر الحديثة وكذلك عرفت نظام ( الوزارة المسئولة ) عام 1878 م ووضع اول دستور فى مصر عرف ب ( اللائحة الاساسية ) بهدف اقامة حياة دستورية سليمة ولكن تدخل الدولة الاوربية اعاق هذة التطورات الدستورية. 

ز ) امتداد النفوذ المصرى

وجة الخديو اسماعيل عدة حملات حربية الى الاقاليم الاستوائية فى افريقيا لمنع تجارة الرقيق والتوسع فى الجنوب والسيطرة على مياة النيل وقد وصل النفوذ المصرى الى ساحل البحر الاحمر بكاملة فى عام 1875 م. 

الازمة المالية وازدياد التدخل الاجنبى فى مصر

ورث الخديو اسماعيل ( 1863 - 1879 م) دولة مقيدة فى سيادتها بالدولة العثمانية كما ادت سياستة الى حدوث ازمة مالية فى مصر وكان من اهم عواملها ما يلى: 

عوامل الازمة المالية

ا- سياسة الاقتراضى :- اتبع الخديو اسماعيل سياسة الاقتراض للوفاء بالتزامانة ومشروعاتة 

ب - افتتاح قناة السويس:- اقام الخديو اسماعيل العديد من الحفلات لافتتاح القناة فى 17 نوفمبر 1869 ودعا اليها ملوك اوربا وانفق ببذخ على هذة الاحتفالات مما ادى الى ازدياد حدة الازمة المالية. 

علاقة الخديو اسماعيل بالدولة العثمانية

 اعتمد الخديو اسماعيل فى علاقتة مع السلطان العثمانى على تقديم المال والهدايا ليحصل على الفرمانات التى يوسع بها 

نطاق حكمة ويجعل وراثة العرش فى اكبر ابنائة وزيادة عدد الجيش المصرى وغيرها من الفرمانات.

الامتيازات الاجنية

 منحت الدولة العثمانية رعايا بعض الدول الاوربية العديد من الامتيازات الاجنبية تشجيعا لهم على الاقامة والتجارة مع تعهد الدولة العثمانية بالمحافظة على اموالهم وارواحهم واعطاءهم حق الرجوع الى قناصلهم فى شئونهم التجارية والشخصية. 

( مظاهر ازدياد التدخل الاجنبية ) 
ادت سياسة الخديو اسماعيل الى ذيادة التدخل الاجنبى فى شئون مصر المالية والتى تتمثل فى :- 


ا- ( المحاكم القنصلية ) 
بمرور الوقت زادت قبضة القناصل الاجانب وصارت المحاكم القنصلية تنظر فى الجرائم التى ترتكبها الرعايا الاجانب ضد المصرين والحكومة المصرية نفسها وكانت الاحكام لا تستانف الا فى الخارج مما كان يدفع بالمصرين الى التنازل عن حقوقهم 


ب - ( المحاكم المختلطة 1875 م ) :- 
حاول الخديو اسماعيل اتخاذ اجراءات للحد من مساوئ المحاكم القنصلية فانشا المحاكم المختلطة للفصل فى القضايا المدنية والمنازعات العقارية بين المصرين 
والاجانب والمنازعات التى تنشا بين الاجانب والحكومة المصرية نفسها وكان قضائها من الاجانب والمصرين الا ان رئاسة الاجانب لها ادت الى تدخلهم فى سلطة القضاء التشريعى وانحيازهم للاجانب 

ج - ( بعثة كييف ( cave)  ديسمبر 1875 م ) :-
عرض الخديو اسماعيل على بريطانيا ايفاد موظف كفء لدراسة اسباب سوء الاوضاع المالية فى مصر وتقديم المقترحات لعلاج الازمة المالية فارسلت الحكومة البريطانية 
وارسلت بعثة برئاسة المستر كييف واقترحت البعثة انشاء ادارة للمراقبة المالية ويراسها موظف انجليزى والا يعقد الخديو قرض مالم توافق علية ادارة الرقابة المالية 

د- صندوق الدين - مايو 1876 م :- 
اصدر الخديو اسماعيل مرسوما بانشاء صندوق الدين وهو بمثابة خزانة فرعية للخزانة المصرية تتولى تسليم المبالغ المتخصصة للديون من المصالح المختلفة والاشراف على تسديد لبديون لاصحابها ويتولى ادارتة مندوبون اجانب تنتدبهم الدول الدائنة 

ه- المراقبة الثنائية - نوفمبر 1876 م :- 
اقترحت الدول الاوربية فرض لبرقابة الاوربية على المالية المصرية فاضطر الخديو اسماعيل لاصدار مرسوم فى نوفمبر 1876 م بتعين مراقبين اجنبين على المالية المصرية احدهما بريطانى لايرادات والثانى فرنسى للمصروفات وقد عرف هذا النظام بالمراقبة الثنائية 

و- لجنة التحقيق العليا الاوربية - يناير 1878م :- 
زادت الامور المالية فى مصر سوءا وارتباكا مما ادى الى مطالبة الرقبيان بانشاء لجنة دولية للتحقيق فى جميع الشئون المالية والادارية فاستجاب اسماعيل واصدر مرسوما بتاليف هذة اللجنة والموافقة على مطالبها واهمها تنازل الخديو عن سلطتة المطلقة لوزارة مسئولة عن الحكم فى البلاد والتنازل عن اطيانة واطيان عائلتة ووضعها تحت الرقابة الدولية مقابل مخصصات مالية تصرف لهم 

ز- الوزارة المختلطة اغسطس 1878 م :-
 اصدر الخديو اسماعيل بناء على اتفاق الحكومتين البريطانية والفرنسية مرسوما بتاليف وزارة مسئولة برئاسة نوبار باشا وبها وزيران اجنبيان احدهما بريطانى للمالية ةالاخر فرنسى للاشغال 

( اللائحة الوطنية وعزل الخديو اسماعيل ) 
وجهت الحركة الوطنية فى مصر الانتقادات للوزارة المختلطة مما شجع اسماعيل على اقصاء الوزيرين الاجنبيين عن الوزارة واصدار مرسوم فى ابريل 1879 م بتسوية الديوان طبقا لما قررتة اللائحة الوطنية مما ادى الى تدخل الحكومتين البريطانية والفرنسية والضغط على السلطان العثمانى فاصدر فرمانا بخلع الخديو اسماعيل وتولية ابنة توفيق فى يونيو 1879 م