زراعة الفضاء

منذ نصف قرن تقريبا كان الانسان لا يعرف الا القليل عن الفضاء والان لم يعد ىالتفكير منصبا على مجرد الذهاب الى الفضاء بل تعدى التفكير الى كيفية الافادة من حجم الموارد الهائلة الموجودة فى الفضاء الخارجى حيث كشفت الابحاث العلمية مؤخرا عن وجود كواكب تحتوى كميات كبيرة من الثروات المعدنية مما حدا بالعلماء الى التفكير فى كيفية الافادة من هذة الثروات ولم تتوقف جهود العلماء عند ىهذا الحد فقط بل جرب تجارب ناجحة لاستنبات زراعات فى مركبات الفضاء التى يستقبلها رواد الفضاء الي القمر وفي سبيل الوصول الي هذا الهدف قام بعض العلماء في مركز ( جونسون) الفضائي,

منذ سنوات بوضع أحد خبراء الكيمياء في حجرة محكمة , مربعة الشكل و طول ضلعها عشرة امتار , وقد احتوت علي مزرعة قمح صغيرة لا تتجاوز مساحتها عشرة امتار مربعة , وبعد أسبوع خرج ذلك الكيميائي من تلك الحجرة المفرغة من الهواء , وهو في صحة جيدة فقد كان اعتماده في التنفس علي غاز الاكسجين الذي أفرزته المزرعة النباتية الصغيرة , وقد شجع النجاح الهائل الذي حققته هذه التجربة في أن يفكر العلماء بطريقة أكثر تساعد . وهي إحلال نباتات مزروعة بدلا من خزانات الأكسجين التي يحملها الرواد للفضاء .

وقد وقع اختيار العلماء علي نبات البطاطا , ومع وضعه في خزانات مغلقة بهدف الوصول الي كمية الأكسجين التي توفر احتياجات رواد الفضاء خلال رحلتهم , إضافة الي توفير الغذاء .

وتكمنالمشكلة الكبري في إنجاح مثل هذه الأبحاث في الوصول الي مد الفترة الزمنية التي يمكن أن تمد بها هذه الزروعات رواد الفضاء من الغذاء والاكسجين , وبخاصة بعد أن طالت الفترات الزمنية التي يقضيها  الرواد في الفضاء .

وسيكون لتقنيات الهندسة الوراثية والتي بلغت مراحل متطورة في المجال الزراعي , دور فاعل في حل المشاكل المتوقعة في هذا المجال الحيوي .

إن زراعة النباتات وإدامة حياتها خلال رحلات الفضاء من الامور المهمة التي ينبغي مراعاتها , فوقوع أي خلل مهما كان صغيرا سيؤدي إلي عواقب وخيمة , ولهذا تبني العلماء سلسة من الإجرارءات المهمة . مثل زراعة أصناف مختلفة من النباتات لتعويض الأنواع المعرضة للهلاك ظروف الفضاء الخارجي , وابتكار طرق تزيد من مقاومة هذه النباتات للأمراض السائدة في الفضاء الخارجي .

اللافت للنظر حقا أن معظم هذه الاكتشافات والاختراعات الحديثة , والتي أبدعها العقل البشري , كانت في بدايتها الأولي مجرد خيال عابر , ثم ما لبثت بعد ذلك أن تحققت علي أيدي العلماء الذين جسدوها واقعا حيا وملموسا في حياة البشر .